سيدتي, أي رجل تريدين أن يكون شريكا لحياتك: الرجل "الحالم" أم الرجل "الواقعي"؟؟ سؤال خطير لابد أن تطرحه كل إنسانة تفكر في البحث عن ذلك الآخر الذي تريده شريكا لحياتها, أبا لأطفالها و الذي يشعرها بالأمان و الراحة و السعادة. غالبية الرجال هم ذلك الرجل الواقعي المنتظم العادي الذي نرى عشرات الآلاف منه في الشوارع و المقاهي و مباريات كرة القدم.
الرجل الواقعي المنتظم هو الرجل الذي يريد "أن يكمل نصف دينه" و يجد وظيفة مضمونة الدخل و يأخذ أولاده كل أسبوع لمشاهدة مباراة كرة القدم و لديه وثيقة تأمين له و للأسرة و يهتم برعاية محرك سيارته و ينظم إجازته السنوية قبل حلولها بستة أشهر و لا يكثر من التدخين أو الطعام أو الضحك أو السهر أو أي شيء آخر.
الرجل الواقعي لا يحاول تغيير أسس الحياة. إنه يعترف بالواقع و بالأصول و بالواجب و التقاليد و يحترم الكبار و يداعب الصغار, منظم في زياراته العائلية, تجده في كل مناسبة سعيدة أو مصاب أو حادث أليم يشارك الأصدقاء و الزملاء و الأقارب أفراحهم و أحزانهم.
الرجل الواقعي منتظم في كل شيء, في تسديد ديونه, و في تسديد مشاعره, و في تلبية رغباته.... كل شيء عنده بحساب.
العديد من الفتيات و السيدات يفضلن هذا النوع من الرجال لأنه بالنسبة لهن "الاستقرار و الأمان بلا قلق". هذا النوع من الرجال لا يمكن أن يترك زوجته أو يخونها أو يتزوج عليها امرأة أخرى لأنه "منتظم". هذا النوع من الرجال لا يسبب جراحا أو آلاما لشريكة حياته.
أما النوع الثاني من الرجال, الرجل "الاستثنائي الحالم" فهو على النقيض تماما من نوع الرجل "التقليدي المنتظم".
الرجل الاستثنائي الحالم لا قانون عنده في الحب أو الكره. السعادة معه عميقة و الألم من خلاله أعمق. كل شيء فيه يصل إلى القمة , كل شيء فيه جامح. أغلب تصرفاته غريبة, غير معتادة قد يصفها البعض بالجنون. رغباته غير محسوبة النتائج, طموحاته لا تحددها نهايات, لا وثيقة تأمين لديه, لا نظام عائلي عنده, لا مواعيد لنهاية السهر, لا جداول محددة للسفر أو الرحيل أو البقاء. كل شيء عنده يغمر به الآخرين كالمطر المنهمر أو كالسيل المندفع.
ذلك النوع من الرجال قد يقترض ليقرض صديقا له, و هو الذي يرسل زهورا لحبيبته عبر الجبال و الأنهار و البحار. و هو الذي إذا قلتِ له و أنتِ على بعد ملايين الأميال "وحشتني متى أراك؟" ترينه استقل أول طائرة و أصبح أمامك. و هو أيضا الذي قد يغادر منزل صديق بعد خمس دقائق من دعوته إلى العشاء لأنه شعر بالملل.
ذلك الرجل لا يقوم بالزيارات العائلية و لا يعرف الواجب أو الأصول أو التقاليد. ذلك النوع من الرجال غير منتظم العطاء في أي شيء. يعطي أهله وأصدقاءه و شريكة حياته جرعات هائلة من الحب وقتما يريد و يعطيهم جرعات أضخم من الألم وقتما يريد أيضا.
الأمور عنده أحادية الألوان, إما أبيض أو أسود, لا يمكن أن يعيش اللون الرمادي فيها...هذا الرجل لا يفاوض , لا يهادن..تصعب الثقة فيه.
ذلك النوع من الرجال هو الذي يخرج منه الكاتب و الفنان و الشاعر و الأديب و هواة و عشاق التمتع بالحياة. هذا النوع من الرجال جهازه التنفسي يعمل من خلال استنشاق العذاب. فيعيشه ...يصادقه...و يتمرد عليه فيعذبه أكثر.
ذلك النوع من الرجال المرأة عنده هي الحياة ...لا يقنع بأن امرأة واحدة يمكن أن تغنيه عن نساء الدنيا.
سيدتي:
أي نوع من النساء أنت؟
هل أنتِ من النوع الذي يبحث عن الرجل الذي يصنع الزهرة و القصيدة و يسافر آلاف الأميال من أجلك و يتصل بك هاتفيا كل نصف ساعة ليطمئن عليك و يشعرك و كأنك أميرة الأميرات و مليحة المليحات و سيدة الكون, ثم فجأة تختفي أزهاره و تتوقف اتصالاته و يغيب الكم الهائل من الحب و السعادة المجنونة المحمومة التي يمنحك إياها؟
أم أنتِ ذلك النوع الذي يبحث عن الأب و الأخ الهاديء الحنون المنتظم المشاعر, المتواجد دائما, الذي تشعرين معه بالأمان و لا تشعرين بمخاوف على مستقبلك طالما أنك إلى جانبه؟
النساء نوعان: أغلبية تفضل الرجل المنتظم التقليدي و أقلية تبحث عن الرجل الاستثنائي الحالم.
الرجل الأول يعطي الأمان و الاطمئنان. و الثاني يعطي السعادة الغامرة و الألم الحاد. و لا يوجد بعد ذلك الرجل الذي يمكن أن يجمع بين الاثنين. لذلك يصبح على المرأة أن تتوقف دائما لتختار بين "الحلم" و "الواقعية